احياناً نستر أحزاننا كما نستر عوراتنا ... فبعض الاحزان عوره


لماذا دائمآ قلوبنا هي ارخص ما يمكن ان يلُقى به من السفينه انقآذآ لسفينتهم من الغرق ؟



لم تُنجبها في زمن الجاهلية امها
ولم تُدفن بيد والدها حيَة
ولم يوار والدها وجهه من القوم خجلآ حين بـُشر بهآ
لكنها كُلما قرأت قوله تعالى
( واذا الموؤوده سُئلت بأي ذنب قُتلت )
بكت وخُيل لها ان الموؤوده هي

فهناك محطات من الالم حين نستقر عليها
تشوى اكبادنا ونُدفن احياء


دخل عالمها تعرف اليها عشِقها
تقدم لخطبتها .. تزوجها .. اسكنها افخم المنازل
منحها الكثير من الاطفال وانتقى معها اسمائهم واشترى لهم بصحبتها ملابس والعابهم وادويتهم وادخلهم الروضه .. والمدارس .. والجامعات المختلفه وكبر الابناء.. وتخرجوآ .. تزوجوآ .. انجبوآ

واستوطن الثلج الابيض شعرهآ وما زلت هذه المرأه وحيده
لم يمسسها بشر .. ولم تُنجب طفلآ واحدآ
فكُل عطاياه لها كانت حديث هاتف و وعود لسان في لحظه حُب لا هي امسكت الحُلم بيدها ولا رأته يومآ في عينها

(بـأي ذنبٍ قُتِلَت ) ؟



اجسادنا تعبر عن حزننا بأشكال مختلفه
ومنها ما يُنحف . ومنها ما يُنزف . ومنها ما يُمرض . ومنها ما يرجف . ومنها ما ينصهر . ومنها ما يتضخم . ومنها ما يُذبل . ومنها ما ينطفئ وهو يُدير لها ظهره موعودآ
انفجر شلال من الدماء منها عندها ادركت انها اجهضت في لحظه الواع
كُل تفاصيلها واحلامها واطفالها منهُ

ولا يضيع عند الوداع سوى الانقياء

(بـأي ذنبٍ قُتِلَت )