[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أهلاً وسهلاً أعضاء مسومس ومشرفيها الأعزاء في موضوعي عن من أعلام الإسلام عمربن الخطاب رضي الله عنه .





هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى من بني عدي بن كعب بن لؤي يجتمع نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب .
وأمه : حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية
كان عمر رضي الله عنه ذكياً فطناً ومن أنبة قريش وأشدهم شكيمة ،يجيد القراءة والكتابة ، وكان مبعوث قريش وسفيرها ومفخرها في الجاهلية .



لقد دخل الاإسلام إلى قلب الفاروق باتدريج في رمضان نورانية متتالية أزال الله بها عن قلبه غشاوة الشرك وركام سخافات الجاهلية ، فكانت كل ومضة تضيء ركناً من كيان الفاروق وتقربة من النور الغامر أفاضه الله على كل جنبات نفسة .

الومضة الأولى : سماعة القرآّن الكريم من رسول اله صلى الله علية وسلم وهو قائم يصلي عند الكعبة ، فلما سمع القرآن رقَ قلبة وتأشر بة ، فكان ذالك بداية البداية التي فتحن قلبة الى نور الإِ سلام
الوميضة الثانية : عندما خرج متوشحاً بسيفة يريد قتل رسول الله صلى الله علية وسلم فالتقاة نعيم بن عبد الله العدوي وسعد بن أبي وقاص كلُ على أنفراد ، فيحذروه كل منهما عاقبة ما هو مقدم علية ، وأن بني هاشم وبني زهرة لن يتركوة ، ثم يتحديانه بإعلان إسلامهما ، ثم يكشف له نعيم بأن الإسلام قد دخل بيتة بإسلام أختة وزوجها .
الوميضة الثالثة : عودتة إلى البيت ثائراً غاضباً مستنكراً إسلام أختة وزوجها ، فيحدثانة بإعلان إسلامهما ، ويطلب عمر منهما صحيفة كانا يقرءان فيها آيات من القرآن الكريم فيقرأُها ، وبعد أن قرأ القرآن الكريم أشرق قلبة بنور الإيمان وتهيأ للدخول لدين الله تعالى
الوميضة الرابعة والاخيرة : عندما وقف أمام رسول الله صلى الله علية وسلم فجذبة الرسول حتى جثا على ركبتية ترتعد فرائصه ، فخاطبة علية الصلاة والسلام بقولة (( ما جاء بك يا ابن الخطاب ؟ فو الل ما أرى أن تنتهي حتى ينزل بك الله قارعة )) . فكان ذلك نهاية النهايات لتوديع عمر بن الخطاب الجاهلية والشرك . وأعلن الفاروق إسلامة فسر بذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر ، وكبر كل منكان في دار الأرقم بن أبي الأرقم .
في هذة البدايات نرى أن الفاروق أسلم إسلام الأقوياء ، لانه قوي بذاته وبإرادته ،وأسلمإسلام العاقل المفكر ذي البصيرة النافذة والرأي الصائب والإراده الصلبة ، فكان أسلامة فتحاً استجاب الله فية دعوة رسولة صلى الله علية وسلم حين دعاء (( اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك : بعمر بن الخطاب ، أو بأبي جهل بن هشام ، فكان أحبهما إلى الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ))


لقد كان أسلام الفاروق بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام ، فكان إسلامه خيراً وبركة على المسمين ، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (( إن إسلامه كان فتحاً وهجرته رحمة ، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتل كفار قريشِ حتى صلينا عند الكعبة ، وما زلنا أعزة منذ أسلم عمر )).
وقال صهيب بن سنان رضي الله عنه : (( لما أسلم عمر بن الخطاب ظهر الإسلام ودُعي إليه علانية ، وجلسنا حول البيت حلَقاً ، وانتصفنا ممن غلط علينا ورددنا عليه )) .


كان الفاروق رضي الله عنه حريصاً على النكاية بالمشركين بعد إسلامه ، لذلك عمد إلى أجدر شخص ينقل خبر إسلامه إلى المشركين فوقع اختياره على جميل بن معمر الجُمَحِي ، فأخبره بإسلامه فطار بالخبر إلى جميع مجالس قريش يصيح بأعلى صوته (( إن ابن الخطاب صبأ )) والفاروق وراءة يقول : كذب ولكني أسلمت وشهدت أن لا إله إلاّ الله وان محمداً رسول الله ، فثار عليه المشركون وجعل يقاتلهم ويقاتلونه حتى تعب فجلس ، وهم قائمون على رأسه ، وهو يقو لهم : افعلوا ما بدا لكم ولم ينصرفوا إلاَ بعد تدخل العاص بن وائل السهمي .
ولقد تتبع الفاروق كل المجالس التي فيها المشركون معلناً إيمانه ، ومتحدياً لهم ، فأحدث إسلامه هزة كبرى في نفوس المشركين ، وأصابهم بخيبة أمل وكآبة لم تصبهم مثلها قط ، ومن يومها سماه رسول الله صلى الله علية وسلم بالفاروق ، لأنة فرق بين الحق والباطل .


لما أذن الرسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى المدينة خرج المسلمون جماعات وأفراداً متسلسللين خيفة من بطش قريش ، إلاَ عمر رضي الله عنه فإنه خرج مجاهراً متحدياً كفار قريش ، فقد خرج متلقداً سيفه متنكباً قوسه ، وضعاً في يده أسهماً ، وأتى الكعبة وأشراف قريش حولها فطاف سبعاً ، ثم صلى ركعتين عند المقام ، ثم أتى ححلقهم واحدة واحدة فقال : شاهدت الوجوه ؛ من أراد أن تثكله أمه ، وييتم ولده ، ةترمل زوجته فليلقيني وراء هذا الوادي ، ثم خرج من المسجد ولم يتبعه أحد . وقد صحب الفاروق في هجرته نحوالمدينة عشرين راكباً من المسلمين من ظاقاربه وحلفائه .


شارك الفاروق في ميادين الجهاد مع إخوانه من أصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم وشهد المواقع كلها ولم يتخلف عن غزوة غراها رسو الله ، ووقاد بنفسه بعص السرايا التي انْتُدبَ لها من قبل الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام .
شارك في بدر وأبلى فيها بلاءً حسناً ، وقتل خاله العاص بن هشام مفضلاً رابطة العقيدة على رابطة القرابة ، وكان مولاه مهيجع اول الشهداء من بدر.
وفي أُحُد قاد هجوماً مضاداً أجلى به المشركون عن ميدان المعركة ، وحين رفع أبو سفيان صوته قائلاً : أفيكم محمد ؟ أفيكم ابن أبي قحافة ؟ افيكم ابن الخطاب ؟ ثم قال : إن هؤلاس قتلوا ، فلو كانوا أحياء لأجابوا ، فرد عليه الفاروق : كذبت ياعدو الله ، ولقد أبقى لك الله مايحزيك .
لقد كان الفاروق شديداً جداً وكان لا يخفي ما في نفسه من الغيظ والحنق على كل من يراه في نظره منحرفاً عن جادة الصواب ، ولكنه كان سامعاً ميطيعاً لرسول الله فعندما رأى عمر بن وهب على باب مسجد رسول لالله متوحشاً سيفه ، لببه عمر بحمالة سيفه وأخذه بها ، وأدخله على رسول الله ولم يفلته إلاَّ بعد أن أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا يدل على مسارعته في تجنيب رسول الله أي شر وحمايته من كل سوء .
وفي فتح مكة لا حق أبا سفيان الذي قدم به العباس على رسول الله وهم بالفتك به لولا حماية العباس وإرادة الله الخير لأبي سفيان بإسلامه


لقد كان الفاروق رضي الله عنه ذكياً سريع البديهة ذا رأي ناضج وفكر ثاقب ، لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يستشيره في كثيرمن أموره ، ونزلت آيات قرآنية كنوافقة مع رأي الفاروق في عد من مواقفه ، ومن ذلك :
1- استشار الرسول الله عليه الصلاة والسلام صحابته في أمر أسرى بدر ، فرأى الفاروق قتلهم ، ورأى الآخرون أخذ الفدية ، فنزل القرآن الكريم مؤيد لرأي الفاروق في قولة تعالى
((ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرضتريدون عض الدنيا والله يريد الأخرة والله عزيزٌ حكيمٌ )) [ الانفال 67 ]
2- وعند موت عبد الله بن أبي سلول كبير المنافقين في المدينة ، حضر عليه الصلاة والسلام جنازته وصلى عليه ، وقد أشار الفاروق على الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الصلاة علية ، فنزل القرآن مؤيد لرأي الفاروق في قوله تعالى (( ولا تصلِ على أحد منهم مات أبدا ولا تقُم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون )) [ التوبة 84]
وقد حضر بعض كتاب السيرة موافقات القرآن وتأييده لرأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه اثنى عشر موقفاً وما ذلك إلاًّ لإصابته الحق وسداد رأيه رضي الله عنه .

إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع شدته ، وقوة شكيمته ، وغلظته في الحق ، كان رقيق القلب ، عُرِف عنه ذلك حتى في الجاهليه ، قالت أم عبد الله بنت حنتمة : لقد رأيت عمر رقة لم أرها قط عندما رآها وهي مرتحلة مع زوجها إلى أرض الحبشة ، وكذلك تأثره حينما سمع القرآن الكريم من رسول الله صلى الله علية وسلم قبل إسلامه ، وكان رضي الله عنه في إسلامه شديد التعلق بالله عزوجل ، ويخاف
الله ويتقيه ويخشى عقابه ، فيتأثر تأثراً شديد عند سماعه تلاوة القرآن الكريم ، فق سمع قوله تعالى : (( وبدا لهُم من اللهِ مالم يكُو نُوا يحسبُون )) [ الزمر 47 ] وكذلك قوله تعلى : (( يوم يقُوم الناسُ لرب العالمين )) [ المطففين 6 ]
فرجف قلبه ، وتأثر تأثراً شديداَ ولامه الخوف والوجل طول حيته ، وحينما ولى الخلافة كان يخرج لحراسة المدينة ، فبينما هو ذات مرة ماشٍ سمع رجلاً يصلي ويقراء (( والطور وكتابٍ مسطور )) . توقف مستنداً إلى الحائط يسمع القرآن ، ثم عاد إلى منزله فمرض شهراً من شدة التأثر .
وهكذا المؤمن حين يستقرالإيمان في قلبه يعلم أن الله يطلع على كل أعماله وأنعه مُرَاقَبٌ من قبل العزيز العالم بما في الصدور، فيخاف من القوف بين يدي الله ليسأله عن كل مجيات حياته ، ولذلك يجتنب الإساءة إلى الآخرين ، والاعتداء على حرماتهم وحقوقهم خوفاً من الله .


للفاروق رضي الله عنه فضائل كثيرة ، وردت في أحاديث صحيحة تشير إلى فضله وتقدمه ، فقد لقبه الرسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاروق ، ولقبه بالعبقري (( معنى العبقري : الرجل القوي )) ، الذي يفوق العباقرة ، كما شهد له بالغيرة الشديدة حين تنتهك حرمات الله ، وشهد له عليه الصلاة والسلام بالعلم الذي يُسيِّر أمور الناس طبقاً لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ، ثم وصفه بالاستعصاء على الشيطان ،فلاسبيل له عليه ، بل إن الشيطان كان يهرب منه لصلابته في الدين ، واستمرار حاله في الجدَّ الخالص والحق المحض ، ويكفينه فضلاً دعوة الرسول الله ربه بأن يؤيد الإِسلان بعمر ، وقد بشّره عليه الصلاة والسلام بالجنة ، وبالشهادة ، ووصفه بالملهم الذي ألهمه الله الحق ، وأجراه على لسانه ، وغير ذلك من الفضائل التي تدل إِخلاصه لله ولرسوله ، وتفانيه في خدمة الإِسلام والمسلمين .


لقد ظلَّ الفاروق جندياً من جند الإِسلام تخت لواء الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظل الفاروق حندياً مخلصاً لخليفة رسول الله أبي بكر الصديق الذي اختاره المسلمون ، فسمع له الفاروق وأطاع ، ووقف للناس يدعوهم لمبايعة الصديق خليفة رسول الله ، فكان حازماً وحاسماً في كل مواقفه ، وكان مع الصديق كما كان مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب رأي وبصير نافذة ، يسدد ويقارب ، مخلصاً لدينه ، ولقيادة المسلمين إِلى الخير .



لما لحق الصديق بربه ، كان قد عهد بالخلافة من بعده إِلى الفاروق بعد استشارة مجموعة من ذوي الرأي من المهاجرين والأنصار ، فقام الفاروق بالأمر خير قيام ، فنشر العدل ، وأمن الناس على دينهم وأعراضهم وأموالهم ودمائهم ، وأحذ الناس بالعزائم ، وعم عمَّ المسلمين الرخاء لكثرة الفتوحات ، ووفور الأعيطات ؛ فكان رضي الله عنه شديد الرحمة بالرعية ، يرعى أمورهم رعاية الأب العطوف لأولاده ، فكان شديد المحاسبة للولاة ، وهو مطلق المقولة الشهيرة رمزاً للعدل والحرية والمساواة : (( متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً )) .
وكانت مدة خلافته عشر سنوات وستة أشهر وأربعة أيام .
استشهد رضي الله عنه سنة 22 هجريه إِثر طعنة غادرة من أبي لؤلؤة المجوسي وهو يصلي الفجر ، ودفن إِلى جوار صاحبية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .