تِلكِ الجَنَّةُ التي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقَّياً!!
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا النداء الرباني الجميل . . وكأنه يحمل بين طياته العديد من الرسائل . .
الرسالة الأولى :
أن تحمَّل أيها السائرُ على درب التقوي مشاق المسير رغم قلة الرفقاء، واشتداد المغريات التي سرعان ما تمنح أصحابها متعها العاجلة!!
وأنت لا زلت تواجه صراعاً داخلياً مع رغبات نفسك وشهواتها . . وصراعاً خارجياً بسخرية الغافلين منك واستهزائهم بك . . ولا ترى في الأمد القريب ثواباً عاجلاً!!
لكن ما أشد فرحتك . . حين ينادى عليك يوم القيامة بعد طول عناء . . وقد ذهبت لذة الغافلين، ولم يبق لهم سوى حسرة النادمين!!
أن يا عبد الله . . صدقت وصبرت بل وصابرت . . وتحملت مشاق الطريق . . فتعال إلى وعد ربك :
تِلكِ الجَنَّةُ التي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقَّياً!!
وعليك اخي
قراءة ما تيسر من القران ,
لك في كل حرف تقرأه حسنه والحسنه بعشر أمثالها
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها . لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) صحيح الترمذي.
الرسالة الثانية :
ها أنا امنحك الزاد لمواصة الطريق . . فاجعل الجنة تزهو دائماً بين عينيك . . واسحق ببهجتها جميع بهارج الشهوات والغفلات من نفسك؛ فبسحقك لآثارها . . ستُفقد الشيطان أهم عوامل إغوائك . . وحين تواصل بهذا الزاد الطريق إلىَّ حتى يسلمك الناس إلى قبرك . . سأجعل لك نافذة في قبرك . . كي تتطلع من خلالها على عاقبتك . . فتأنس فيه . . حتى تحط بقدميك يوم القيامة أولى خطواتك لأعتاب وعدي لك . . فتعلم حيينها كم كان وعداً ثرياً . .
وانصحك بكثرة الذكر ردد اخي رددي اختي سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
(تعدل ساعات من الذكر)
عن جويريه رضي الله عنها أن النبي صلى الله علية وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : ( ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ ) قالت نعم قال صلى الله علية وسلم : ( لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت هذا اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقة ورضا نفسة وزنة عرشه ومداد كلماته ) صحيح أبي داود.
فحافظ -اخي في الله– على أداء نوافل الصلوات:
فتصلي ركعتين قبل الفجر هما خير عند الله من الدنيا وما فيها.
وتصلي الضحى أربعًا يكفك الله من كل بلاء وشر، وكنت عنده من صفوة عباده فكتبت عنده من الأوابين.
وتصلي قبل الظهر أربعًا وبعده أربعًا فإن فعلت حرَّم الله جسدك على النار.
وتصلي قبل العصر أربعًا فيختصك الله برحمات من عنده.
وتصلي بعد المغرب اثنتين إحياءً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وتصلي بعد العشاء ركعتين.
وتقوم الليل بإحدى عشر ركعة، وقيام الليل دأب الصالحين وشعارهم، وعبادتهم التي لا ينفكون عنها، وهو شرف المؤمن، ومن أعظم الأسباب لتكفير الذنوب والخطايا.
وأقل ذلك أن تصلي في اليوم والليلة (12 ركعة) فتدالقيم-:ا في الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة» [رواه مسلم].[/color]
تِلكِ الجَنَّةُ التي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقَّياً!!
الرسالة الثالثة :
هناك في الأفق البعيد فرح كبير . . لا حزن بعده أبداً!! . . ولا شقاء يتبعه مطلقاً!! بل نعيم يتبعه نعيم . . فهناك رضى الرحمن عمَّن تحمل ألم مقاومة الشهوة . . وهناك فرحة الرحمن بمن آثر خوفه ومرضاته على متع الحياة الفانية . . هناك يكشف الله الحجب . . فتتهلل الوجوه وتكبر الألسنة . . فرحاً برؤية وجه الله الكريم . . بعدما يسألهم سبحانه يا عبادي: هل رضيتم عني؟!
حيينها فقط . . ستعلم الأفئدة معنى ذلك الوعد . .
تِلكِ الجَنَّةُ التي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقَّياً!!
فاللهم اجعلنا جميعاً ممن كان في دنياك عبداً نقياً
كي يحق لنا نيل وعدك
تِلكِ الجَنَّةُ التي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقَّياً!!