ندعوكم لزيارة المكتبة والإستفادة مما تقدمه من كتب رقمية ومخطوطات ورسائل جامعية وغير ذلك
المطرُ الصاعدُ من الأرضِ إلى السماءِ،
يخترقُ الهواءَ،
صعودا إلى العتمةِ،
مرتخٍ كزئبقٍ،
يتعثّرُ في الطبقاتِ العليا،
يصّاعدُ..
درجةً ..
درجةْ..
وفي فيضِ النورِ اللامرئيِّ،
يقتربُ من الخزانةِ السوداءْ،
حيث الأسرارُ العظمى،
تحاولُ الخروجَ كالأرانبِ البريّةِ من جحورِها،
فارّةَ نحو الخلْق..
توزّعُ هباتها،
وصرخاتها،
وتتناسخُ كموجٍ لازورديّ،
يتهيأ للصلاةِ على الرملِ المحاذي للماءْ،
عارٍ هذا الظلامُ إلا من قطعةٍ تسترُ مؤخرةَ الليلِ،
ونحنُ قطعُ فلّينٍ تعومُ في الفضاءِ،
شارعينَ وجوهنا للعزلةِ،
نتلصصُ كأشباحٍ نهمةْ،
ونسوقُ أمامنا راحلةَ المطرِ،
غرباءُ نبحثُ عن متاهتنا الأبديةِ،
ونسبحُ كأخشابٍ منثورةٍ في اللاشيء،
هائمونَ على وجوهنا،
وغارقونَ في السرابِ المتكوّرِ خلف الصحراء،
تتوالدُ أحجياتُ الغيبِ من أقفاصها،
تتطايرُ كالرغباتِ المخبولةِ،
يوزّعها (سانتا كلوز) على الأطفالِ،
وتركلها السياراتُ المسرعةُ نحو حتفها،
لتفتحَ القبورُ أفواهها،
تبتلعُ أجسادنا الهشّةَ،
المسرفةَ في غيبوبةِ الولادةِ،
نسوقُ قطيعَ الخطايا أمامنا،
(غرباءُ وُلدنا،
غرباءُ نموتْ)،
ونتوارى كفئرانٍ مغدورةٍ،
في أيدينا عصا نهشُ بها على أقدارنا،
ونغوصُ في العتمةِ الخالدةْ..كوكب المعرفة