الحب في هذا الزمان يقبل القسمة على اثنين


سنتعرض اليوم الى موضوع مهم

الا وهو العلاقات بين الامس واليوم




حب الامس ....نظره....فابتسامه....فلقاء......فعشق ازلى
حب اليوم....اتصال هاتفى خاطىء...او اعطاء رقم فى احد الاسواق...بعدها سلسله من المحادثات الهاتفيه التى تنقل الخداع الكاذب ولاتنقل المشاعر الصادقه......فموعد .....فنظره....فطلب....فجفاء....ثم بحث عن فريسة جديده تلبى الرغبات

حب الامس لاينتهى ابدا حتى بعد موت العاشقين فان سيرة حبهم تبقى خالده مابقى الوجود واكبر مثال على ذلك قيس وليلى

حب اليوم ....تبدأ نهايته عندما يروى المحب لحبيبته (ضحيته) بانه قد رآها فى الحلم ليلة البارحه...وهنا تتكشف الحقيقه عن الغايات المختلفه

حب الامس.....غايه عظيمه.....لحياة مقدسه

حب اليوم....وسيله سهله لغايه مختلفه....طرفها الاول البحث عن اشباع الرغبه المتوحشه.....وطرفها الاخر البحث عن الاحلام الرومانسيه الضائعه والفارس المفقود

حب الامس.....يسمو بنفوس العاشقين الى اعلى درجات مكارم الاخلاق

حب اليوم.....يهبط باخلاق الواهمين الى ادنى درجات الغرائز البهيميه

حب الامس ....روح....قلب....صفات

حب اليوم....جسد....مقارنه.....مواصفات

حب الامس....لايتسع لاكثر من عاشقين فمعادلته الصحيحه 1+1=1

حب اليوم .....يقبل القسمه على اكثر من مخادع




وحتما ستكون نهايته




ومن الحب ما قتل

هذه عبارة نسمعها كثيرا فقد غدت مثلا شائعا نعبر به كناية عن الولع الشديد ..
هناك قصة رواها ( الأديب الألمعي ) الأصمعي أثناء تجواله حيث وجد صخرة منحوت عليها بيت شعر يحكي لوعة الحب فيقول :
يا معشر العشاق بالله خبروا ______اذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
ومن باب الولع الشديد بالأحاجي والقصص قام الأصمعي بنحت بيت شعري تحته يقول
يداري هواه ثم يكتم سره ________ويخشع في كل الأمور ويخضع
وفي اليوم التالي عاد الأصمعي الى نفس الصخرة فوجد بيتا شعريا اخر منحوتا
عليها يقول :
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ________ وفي كل يوم قلبه يتقطـــــــــع
فهنا دأب الحماس بالأصمعي لمعرفة القصة وللتأكد من أن هذا الحبيب قد وصل الى أعلى درجات الحب وهي الهيام أم أنه يتصانع الحب فنحت له على الصخرة قوله
اذا لم يطق صبرا لكتمان سره _________فليس له سوى الموت ينفـــــع
وفي اليوم التالي عاد الأصمعي الى نفس الصخرة فوجد عندها شابا منتحرا وقد أصبح جثة هامدة وقد نحت بيتين من الشعر على نفس الصخرة تقول :
سمعنا أطعنا ثم متـــنا فبلغوا _________سلامي الى من كان للوصل يمنع
هنيئا لأرباب النعيم نعــيمهم _________ وللعاشق المسكين ما يتجـــــرع
أما الحب في هذه الأيام فنجده يحكم العقل ويغلبه على العاطفة فلابد للمحب من مصدر
دخل جيد ولا بد له من طموح يحرك الرغبة في داخله .
فغدا المحب اليوم يتغنى كذبا بكل شيء ودليلي على ذلك الكذب في عصرنا الحالي
ما غنته الفنانة ( بدون ذكر اسماء) أو شمس الأغنية اللبنانية كما يحلو لمحبيها أن يسموها
وأنا أحدهم في قولها :
لو صفوا اعمامي صفين ______ وربعي إلتموا على الميلين
عن دربك يا نور العين _______ ما بحيد يا محبــــــــــوبي
أليس هذا كذبا فمن مقولة ( ومن الحب ما قتل ) الى هذه المقولة الكاذبة ..
إخواني الأعزاء ..
إذا أردنا أن نقارن بين الحب قديما وحديثا علينا ملاحظة التالي :-
أولا : أن نعرف ما هو طموح المحب قديما وحديثا ..
ثانيا : الإحاطة بالظروف التي تحيط بالمحب ..
ثالثا : المجتمع الذي يجمع بين الأحبة ما هي ظروفه ؟ وما هي اعتراضاته وسلوكه ؟؟
وإلى أي حيز قد يكون متسامحا وداعما لأي علاقة ؟
سألت إحدى المثقفات التي تعمل معي التي تعجبني اراءها دومابهكذا مواضيع عن إمكانية
أن تنجرف وراء الحب مطلقا دون تحكيم العقل فأجابتني بمثل ما توقعت وذلك
بقولها لا و لابد من تحكيم العقل وتغليبه على العاطفة وهذا هو الرأي السديد اليوم .
ولكنه لم يكن هو الرأي السديد في السابق فقد كانت الظروف مؤاتية والمجتمع ملائم
والطموح محصور في قيمة واحدة هي الحب .
كم منا يستغرب لماذا لا نحب اليوم مثل الحب السابق كحب قيس وليلى مثلا أو قيس
ولبنى أو كحب عنترة لعبلة أو حب جميل لبثينة وغيرها من قصص الحب القديمة
التي أصبحت في الوقت الحالي للتسالي فقط .
في رأيي المتواضع أننا اذا أردنا تطبيق نفس الحب القديم فلابد من توفر هذه
العناصر الطموح والظروف والمجتمع الملائم ..
أعتذر على الإطالة وأرجو أن أكون أوضحت فكرة تدور بخلج الكثيرين